مولدُهُ ونشأتهُ العِلميَّةُ:

هو العارف بالله الإمام أبو المحامد الشيخ أحمدُ بَمْبَ البكيُّ، المشهور بالشيخ الخديم، وبخادم الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولد سنة 1270هـ/1854م، من بيت شرفٍ وعلمٍ. وقد درسَ القرآن وأتقنه حفظاً ورسماً وتجويداً، وتَعلَّم على عُلماءِ أرضه، ومنهم والده الشيخ ممر أنت سلي الذي كان من أكابر أهل العلم والصلاح، وكذلك خالهُ الشّيخ محمد البصوبيُّ، حتى صارَ فيه بحراً لا يجارى، وحبرا لا يبارى، بارعاً في العلوم النقلية، متضلعا من العلوم العقلية.

أقوالُ أهل العلم فيه:

الشَّيخُ بابَ ولد الشّيخ سيديَّ –رحمه الله- [ت:1924م] صاحبُ «إرشادِ المقلِّدين عند اختلاف المجتهدين»: [من الكامل]

شَهِدَ الطَّوَائِفُ أَجْمَعُونَ بِكَوْنِهِ ** بَــــــرًّا رَحِيـمًا قَـانِتًا أَوَّاهَـا

مِمَّنْ يَّرَى نَفْـعَ الْأَنَامِ فَرِيـضَــةً ** فِــي دَهْــرِهِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ

يَرْضَى إِذَا جَــرَتِ الْأُمُورُ مُسَلِّمًا ** عِلْـمـًا بِـأَنَّ إِلَـهَـهُ أَجْــرَاهَـا

لَا تَحْجُبُ الْأَسْبَابُ عَنْهُ حَقِيقَةً ** إِنْ تَاهَ فِي ظُلُمَاتِهَا مَنْ تَاهَا


الشيخُ بابَ بن محمد بن حمدي الحاجي الشنقيطيُّ –رحمه الله – [ت:1898م] :

«أعلم منَ الشيخ الخَديم ثلاثةَ أمور: أنه عالمٌ، وأديبٌ، ووَلِيٌّ؛ وأمَّا العلمُ فقد تكلَّمْتُ مَعَهُ فوجَدْتُهُ لا يُخطِئُ الصَّوابَ في مواضعِ غلَطِ الكثير من العُلَمَاءِ. وَوِلايَتُهُ عندي لها دلائلُ يقينيةٌ. وأغرب شيءٍ فيهِ عندي أدبُه المفقودُ في بني الزمن».

الشيخ يوسفُ النَّبَهَانِيُّ –رحمه الله- [ت:1932م]:

حَوَى «انْجَرِيمُ» عُلُومًا لِلْإلَهِ وَفَــضْـ ** ـلاً لاَ يُمَنُّ وَفَضْلُ الْغَيْرِ مَمْنُونُ

حَوَى الْخَدِيمَ الَّذِي لَوْلَاهُ مَا سُجِدَتْ ** عَلَى الْجِبَاهِ وَلَـمْ تُقْرَأْ بِهِ نُونُ

إِنَّ امْرَأً فَاتَهُ الْمُخْتَارُ مِنْ مُضَـــــــرٍ ** وَفَاتَهُ خَادِمُ الْمُخْتَارِ مَغْبُـــونُ


طريقته المريدية:

أنفق الشّيخ الخديم رضي الله عنه- عمرهُ كلّه في تعليم المُسترشدين وتَربية المُريدينَ، وتشمر لترقية هممهمْ إلى همم أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم الذين هم
المثل الأعلى في الإرادة الصادقة والهمة العالية؛ فكان يُربيهم، عن طريق الصمت والجوع والسهر والخلوة، على العمل الصالح والأدب المرضي، حتى تزكّتْ نفوسهم، وتطهرت من كل رَيْنٍ وَدسيسٍ، فامتلأت قلوبهم علما ونورا وحكمة، فكانوا من كمل العارفين بالله، ألهتْهم معرفتهم به عن كل شهوة ولذة.

وقد تشكلت من ذلك طريقتُه الصوفية المعروفةُ بـ«المُريدية»، والتي تعدُّ من أكبر الطرق الصوفية بالسنغال، وأكثرها نفوذا وأتباعًا، وهي طريقة مستقلةٌ، ولَيْسَتْ فرعاً من القادريّةِ، ولها خدمات جليلة في مختلف الميادين، لاسيما الميدان الثقافي والعلمي والاجتماعيّ.
وللطريقة أسس وأصول، أهمها: العلم النافع، والعبادة، والأدب المرضيّ، والعملُ أي كسب الحلال -، والخدمة، بكف الضرِّ عن الخلق، ومجانبة كسر خواطرهم، مع الحرص على إيصال النفع إليهم لوجه الله تعالى.

من مؤلفاتهِ ومنظوماته:

له مؤلفات كثيرةٌ، وأغلبها في العقيدة الأشعرية، والفقه المالكيّ، والتصوف الجنيديّ، ونذكر منها:

– مَوَاهِبُ القُدُّوسِ فِي نَظْمِ نَثْرِ شَيْخِنَا السَّنُوسِي، منظومةٌ عقد بها متنَ «أم البراهين» للإمام أبي عبد الله محمد بن يوسف السَّنُوسيِّ، وقد حققتها ونشرتها دائرة «روض الرياحين».

– فَيْضُ الْغَنِيِّ الْـمُغْنِي فِي نَظْمِ مَا عَنِ السُّلُوكِ يُغْنِي، منظومةٌ عقد بهَا المُقدِّمةَ العقديّةَ لرسالة ابن أبي زيد القيرواني. وقد نشرتها «الرابطة الخديمية للباحثين والدارسين» بشرحها «المغني في معاني فيض الغني المغني» للباحث شيخنا خديم مرتضى فاضل امباكي.

تَزَوُّدُ الصِّغَارِ

تَزَوُّدُ الصِّغَارِ إِلَى جِنَانِ اللهِ ذِي الْأَنْهَارِ، منظومة في العقيدة والفقه والتصوف. وقد نشرتها دائرة «فتح الغفار» ضمن «منظومتان في العقيدة والفقه والتصوف».

تَزَوُّدُ الشُّبَّانِ

تَزَوُّدُ الشُّبَّانِ إِلَى اتِّبَاعِ الْـمَلِكِ الدَّيَّانِ،منظومة في العقيدة والفقه والتصوف. وقد نشرتها دائرة «فتح الغفار» ضمن «منظومتان في العقيدة والفقه والتصوف».

الجَوْهَرُ النَّفِيس

الجَوْهَرُ النَّفِيس فِي عَقْدِ نَثْرِ الْأَخْضَرِيِّ الرَّئِيس،وهو منظومة في الفقه المالكي، عقد بها مختصر الشيخ عبد الرحمن الأخضري . وقد حققتها ونشرتها دائرة «روض الرياحين».