«النفحاتِ المسكية في السيرة البكية» كتاب في سيرة الشيخ الخديم –رضي الله عنه-، ألفه أحد مريديه وأتباعه، وهو العلامةُ الأديبُ الشيخ محمد عبد الله بن عُبِيد الرحمن العلوي الشنقيطي، وهو كتاب نفيس، وله مكانة رفيعة، وأهمية بالغة، ويرجع سبب ذلك إلى أن العلويّ كان يؤلف الكتاب والشيخ –رضي الله عنه- بين ظهرانيهم، وإلى صِحَّةِ ما تضمنه الكتاب بين دَفَّتيه؛ إذْ آلى المؤلِّف أنه لا يورد فيه إلا ما عاينه أو نقله عن عدل، وذلك قوله: «ولم أذكر فيه إلا ما شاهدته من فضله العميم، وجوده الصميم، أو صدر لي عن عدل مقبول الرواية…».
وتناول فيه ما كان عليه الشيخ –رضي الله عنه- من عضٍّ على الشريعة والحقيقة بالنواجذ، وتمسّك بالسنة المطهرّة، وأماط اللثام عن الأخلاق الباهرة التي كان مُتحلِّيا بها؛ فقد كان –رضي الله عنه- على هدي السلف وردًا وصدرًا، شكورًا عند السَّرّاء، صبورًا عند البأساء والضراء، كما كان كعبة للمعتفين، وقبلة للمستضعفين والملهوفين، يمنُّ بلا منٍّ ولا حسابٍ، ويكشف عن المتعلق به عمّا بينه وبين ربه من الحجاب، فضلا عن رأفته بالخلق، ونصرته للحقِّ، وتأدبّه مع الحقّ!
وهو كتاب نفيس، وعمدة للذين جاؤوا من بعده؛ فقد اعتمد عليه الشيخ محمد الأمين جوب الدغاني –رضي الله عنه- في كتابه «إرواء النديم»، وأفادَ منه.